على الأغلب

على الأغلب رسمنا قبل ان نكتب ! , عَدَونَا قبل أن نُخَيِّم , و حلَّقنا قبل أن نهبط , و لما عملنا السّهل اصبح صعب علينا الصعب الذي ابتدينا به ! لا نرسم و لا نعدو و لكي نحلق مات عبّاس .!

و حلقنا بعده ! , و هو لم يحضر هذا التحليق الأول معنا , و هبطنا يا عباس ! , و ارتخينا و ثقلت بيوضنا , و لم نحلق ثانيا , اكتفينا بفخر التحليقة ! .

في مرة صاح بنا أحد بخطبة مدوية

ما بكم , هل يجب أن يموت عباس آخر ! , من أجل كل تحليقة آتية !! أنا لا أخب الضحايا في تحليقي , ولا أرغب بموت أحد لكي أحلق ثانيا , و لكي أحلق لا أرغب في موتي أنا ! , أنتم تقتلوني هنا , أريد أن أحلق قبل ان أموت ! .

كان هناك رغبة ضامرة في الضحك لأنه خلط حماسة الشباب , بعجوز قرن , و قال جمل من عيار ( بدي أفرح فيك يا ضنايا ) …

 

ولكن أخذتنا الحماسة معه , و التف الجميع حول الجميع , و أخذنا بالالتحام , و الصوت يرتفع , و الزحام يشتد , و بدأنا نعرق , و نسأل بعضنا بأنه لا داعي للاحتكاك , يمكن أن نسمع بعضنا البعض من هنا , و لكننا لم نكن نسمع بعضنا جيدا حينها , لأن ذلك الأبله كان قد تحمس بشدة لتحمسنا و اعتلى أحد البلهاء و أكمل خطابه !

 

قررت أن أقتلع حذاءي و أرسله هناك على راسه , بقفزة على ( زمبلك ) لا أعلم من أين أتى , و أوقعه أرضا , و كانت كامبرات الناس على الأرصفة تصور حينها هذا المشهد المبهر , من صاحب اللياقة العالية , الذي وجد زمبلك وسط زحام فجأة  .

 

بكل الأحوال أنت ربما تعتقد أنه من حسن حظي أني حظيت بهذا المشهد على كاميرات الصافة ! , لا عزيزي , هأأأأو , لقد صاح أكثر الموجودين ذكاءا و دهاءا و جكمة و انتماء و مروءة , بأن , اخرجو هذا المندس من بينناااااا ..

 

أخرجوني من بينهم , عادي جدا , و انا كنت لا أطيق الانتظار هناك , في عذا الضجيج المتخلف الهمجي .

و أخذت سيارة تاكسي و ذهبت بها للبيت , أتناول فروووت سالاد و أشرب المياه و أشعر بالجفاف رغم كل هذا , و لن تنتهي مشاكل الدنيا ,,

 

دمتم بخير